رفول افتتح معرض سنة من عمر وطن لوارف قميحة : هي سنة استعادة الكرامة وفرض هيبة الدولة
معرض “سنة من عمر وطن”
رعى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول احتفال افتتاح معرض “سنة من عمر وطن” لرئيس “النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات” و”رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني” الباحث وارف قميحة في قصر الأونيسكو في بيروت، بحضور العقيد الركن إبراهيم الضناوي ممثلاً قائد الجيش العماد جوزيف عون، الرائد عباس إبراهيم ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد أيمن سنو ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، مستشار وزارة الثقافة الفنان الدكتور نزار ضاهر، وفد من السفارة الصينية في لبنان ممثلة لسفير الجمهورية الصينية وانغ كجيجان وحشد من الفنانين والإعلاميين وهواة جمع الطوابع والعملات والفاعليات الثقافية والاجتماعية والتربوية والسياسية.
بعد قص شريط الافتتاح، تحدث رئيس “جمعية بيت المصور في لبنان” الإعلامي كامل جابر فقال: “من يغصْ في عالم الطوابع والعملات والمسكوكات، يدركْ أنَّ العالمَ هذا واسعٌ ومتشعب، بيد أنه في كل الأحوال ينمُّ عن ثقافةٍ وذاكرةٍ وتاريخ ٍوتخليدٍ للمناسبات ورجالات الدول وبيئتها الطبيعية والفنية والاجتماعية، من هنا نعتبرُ أن صديقَنا الباحث وارف قميحة بحّاراً في هذا الخِضّم، يصولُ ويجول ليأتي لنا بالجميل وبكل ما هو مدهش. ربما تعتبرُ المرة الأولى، التي يتابع هاوٍ ما، أو مهتمٌ، حركةَ شخصيةٍ مهمّة من بلاده، فيلاحقُ أخبارَها وتحركاتِها، ويذهبُ إلى البريد ليوثقَها بالتاريخ وبالطوابع التي ترتبط فيها من بعيد أو من قريب”.
وأضاف: “ليس عن عبث أن يتابعَ الباحثُ وارف قميحة حكايةَ رجلٍ وطنيٍ بامتياز، ناضلَ من أجل رفعة الوطن واستقلاله ومقاومته ضد عدو عاتٍ وضد الفساد، وعنيت به فخامةَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فعن سابقِ تصوّرٍ وتصميم قرّر وارف قميحة أن يعدَّ حتى الأنفاس التي تنفسها فخامة الرئيس في كل جهات العالم أو البلاد، في زياراته وتصريحاته ومؤتمراته وحتى في خلواته، فوثّق بعضَ نصوصها، والمواقفَ الوطنيةَ والإنسانيةَ والمحطاتِ المهمةَ من تاريخ البلاد، بخطوطٍ ساهم في تدوينها الصديق الراحل باكراً الفنان محمد رعد… من هنا ستقع عيونُنا اليومَ على هوايةٍ حولتْ مجملَ محطات العام الأول من عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى لوحات في طياتها، ذاكرةٌ وطنيةٌ وتاريخٌ موثقٌ تحت عنوان “سنة من عمر وطن” وهي عدا عن كونها مغلفاتٍ وطوابعَ، فإنها تفتحُ الشهيةَ لتكوّن كتاباً في هذا الإطار”.
وختم: “أبارك للصديق وارف قميحة باسم الجميع من حضور وأصدقاء، لا سيما باسم جمعيتنا، جمعية بيت المصور في لبنان التي لبّى الصديق قميحة من خلال معرضه اليوم، الكثير الكثير من أهدافها وطموحاتها. ونشكر لمعالي وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول رعايته وحضوره، مثلما نشكر جميع من حضر هنا لنطلق معاً هذه الوثائق البريدية الأولى من “سنة من عمر وطن” الموثقة للمواقف المشرفة لفخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون”.
وتحدث صاحب المعرض وارف قميحة فقال: “يسعدني كثيراً أن يكون صاحب الرعاية معالي الوزير بيار رفول بالذات فهو الرجل العصامي والمكافح والمؤتمن على امتداد مسيرة التيار البرتقالي. فكرة هذا المعرض التي تحمل عنوان “سنة من عمر وطن” تنطوي على نقطة بارزة تتمثل بإنعاش الذاكرة وتسليط الضوء على احداث تاريخية تتعلق بتاريخ الشعوب. وازعم ان هذه الفكرة قد تكون الأولى من نوعها في هذا المجال ان لجهة توثيق بعض الاحداث والمحطات من خلال مغلفات بريدية أم لجهة المواكبة المباشرة لمسيرة رجل العهد، ولا ابالغ في القول ان هذه المواكبة كانت على امتداد ايام العام بأكملها، ودليلنا على ذلك ما تنطق به اللوحات الموثقة بوصفها الشاهد على تلك المحطات”.
وأضاف: “اسمحوا لي أن اضيء على بعض العناويين والمحطات البارزة والموثقة من عمر هذا العهد :
- إقرار قانون انتخاب بعدما شهدنا تعطيلا للعملية الديمقراطية لأكثر من مرة.
- اقرار الموزانة العمومية لضبط الانفاق وتسيير عجلة المرافق.
- اتخاذ المواقف الحازمة في دعم الجيش وسائر الاجهزة الامنية والموقف الصلب في محاربة الارهاب.
- اشراك مختلف المكونات بأشكال من الحوار هدفها تكريس القواسم المشتركة.
- مواقف تتسم بالحكمة خاصة إن في خطاب القسم ام في الكلمة التي القيت في القمة العربية وفي الأمم المتحدة.
سيداتي سادتي… في أكثر من مناسبة او لقاء خارجي لطالما شدد فخامة الرئيس على أهمية أن يكون لبنان مركزاً وملتقىً لحوار الحضارات وهو أمر يؤكد على سياسة الانفتاح والتسامح، وتيمناً بهذا المسار وتأكيداً على صوابيته بادرنا الى تأسيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني. وفي هذه المناسبة اود القول أن هذه الجمعية كانت خير شريك في إنجاح نشاطنا المتمثل بهذا المعرض. لا بد لي في هذه المناسبة الا ان اوجه تحية اكبار واجلال الى روح الفنان العالمي محمد ابراهيم رعد الذي كانت له المساهمات في تخطيط مغلفات اللوحات وشكراً لتلبية دعوتنا في حضور هذا المعرض وللزملاء في النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات والشكر موصول لكافة وسائل الاعلام، شكراً للرعاية الكريمة، شكراً لسيد العهد على الانجازات التي شكلت المواضيع الناطقة في لوحاتنا. عشتم وعاش لبنان”.
بعدها تحدث الوزير رفول فقال: “يسعدني أن أرعى معرضاً يروي من خلال الصورة “سنة من عمر وطن”. هذه السنة التي حققت للوطن مرتكزات بناء الدولة والعديد من الإنجازات والكثير من الأهداف، يوثقها الأستاذ وارف قميحة بكل تفاصيلها، بالصورة والطابع البريدي، في عمل توثيقي رائد وجميل. وارف أهنئك على مبادرتك الشخصية. أشكرك مع فريق عملك على هذا الإبداع المميز. وكلي ثقة بأن هذا النوع من التوثيق والتأريخ سيسجل بإسمك مفخرة من مفاخر اللبنانيين للعالم. نمر أمام هذه اللوحات فنجدها تحكي بالفعل قصة هذه السنة، يوماً بيوم، وحدثاً بحدث. لم يغب عنها أي شيء، نقلت بأمانة، وحولت الفن مؤرخاً، فزاوجت بين جمود التأريخ وحيوية الفن وقدمته أنموذجاً جديداً. في هذه المناسبة نتكلم عن رئيس إستثنائي آتيا من القيادة العسكرية إلى رئاسة البلاد، في نهاية السنة الأولى من عهده الواعد. دعوني أمر بداية على صفحات من حياته الذهبية المخصَّبة بدماء الشهداء التي مهر بها وعده لهم.
رضع عزة النفس والاباء وخوف الله من صدر أمه، فنشأ في بيئة شاهد فيها صورة لبنان المكوَّن من احلى فسيفساء فتربى على الإنفتاح والتآخي . من رحم المعاناة إستقى محبة الناس والتعلق بالوطن في مطلع صباه، عندما عاين المأساة التي حلَّت بالفلسطينيين عام 1948 حين هُجِّروا من أرضهم. بادر إلى مساعدتهم في حرش بيروت وتمنى ألا يحل بوطنه ما حل بالأراضي المقدسة.
دخل رحاب ميدان الرجال ليكون فيه ضابطاً يحافظ على الأرض ويحمي اهلها. تلا قسمه العسكري ومشى مسيرة الإقدام والفروسية تاركاً بصماته الراسخة في كل بقعة دافع عنها وحافظ على امنها. لم يكن دخوله الى المؤسسة العسكرية مهنة بل رسالة اداها في كل مفاصل نضالاته.
إبان الحرب، أعاد روح الوحدة إلى الجيش في ألوية الدفاع التي قادها، وكان منها اللواء الثامن رأس الحربة في الانضباط وصنع الانتصارات. ما سعى يوماً لمنصب، وما كان يرى من منصب يأتيه إلا وسيلة تسهّل وتسرّع تنفيذ مشروعه الإنقاذي الوطني.
تسلّم قيادة الجيش وكان أصغر ضابط تسلّم هذا المنصب. ثم استلم كرة النار رئيساً لحكومة تهرّبَ الكل من وَيلاتها. ومن بين نار الفتنة والتفرقة والتمزّق كانت الحالة الوطنية بحر رجال ونساء وشباب وصبايا وأطفال في ساحات بيت الشعب في بعبدا، رأوا فيه مجسّداً لطموحاتهم وملاذاً لأمنهم واطمئنانهم، وجاؤوا من كل لبنان يعاهدونه صارخين: وحدتنا أمانة في أعناقنا، هدفنا هو سيادتنا وحريتنا واستقلالنا.
ما سمع يوماً إلا لصوت ضميره وما عمل إلا بقناعاته وما ناضل وقاوم إلا لمصلحة لبنان واللبنانيين.
نفوه خمس عشرة سنة فبقيَ الحضور الدائم في وجدان اللبنانيين وعاد إلى لبنان مستقبَلاً بتسونامي قلّ نظيره لشخصية أخرى.
رفضَ أن يُنتخَب رئيساً للجمهورية وهناك مكوّن أساسي في لبنان يرفض انتخابه، رافعاً شعار الوفاق والوئام. كرّسه الشعب اللبناني في الساحات الرقم الصعب ورجل المرحلة، وفي الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول سنة 2016 انتخبه المجلس النيابي رئيساً للجمهورية.
“سنة من عمرِ وطن”، علت خلالها مداميك بناء الدولة وأولها الأمن والقضاء. فالأمن يحمي المواطنين بحياتهم والقضاء يؤمّن حقوقهم، اكتملت التعيينات الأمنية وبدأ التنسيق بين الأجهزة، وصدرت التشكيلات القضائية.
سنةٌ انتظم فيها الصرف المالي في الدولة حيث أُقرًّت الموازنة بعد غياب اثنتي عشرة سنة، مصحوبةً بإصلاح ضريبي واسع، فنتج عن ذلك حلّ عقدة سلسلة الرتب والرواتب التي انتظرها الموظفون سنوات طويلة. كما حلّ لبنان أولاً بين دول المنطقة بانتصاره على الإرهاب وطرده إياه إلى خارج الحدود. كذلك تخلّص اللبنانيون من قانون الانتخاب الأكثري وتمّ التوافق على قانون نسبيّ للانتخابات يؤمّن العدالة إلى حد كبير ويفتح الباب واسعاً لوصول وجوهٍ جديدة إلى المجلس النيابي.
في بداية عمل الحكومة أقرّ مرسوما النفط المجمدان منذ أكثر من ثلاث سنوات. ونحن اليوم بصدد تلزيم ثروتنا بعد أن استكملت الدراسات ووضعَت شروط التلزيم.
سنة تحقق فيها انتخاب المنتشرين من بلدان اقامتهم، وزادت واردات الجمارك وتوقف التلزيم بالتراضي، وتم تفعيل المجلس الاقتصادي الاجتماعيى والتفتيش المركزي والهيئات الرقابية وإقرار التشريك بين القطاع العام والخاص.
سنة من عمر وطن هزتها ازمة كانت بمثابة امتحان صعب، أزمة طالت كرامتنا وشرفنا، فتحولت بفضل حكمة سيد العهد وحزمه وصلابته إلى نعمة جمعت اللبنانيين حول رئيسهم، وحظيت بدعم دولي وتوجت بعودة رئيس حكومتنا دولة الرئيس سعد الحريري الى لبنان واستئناف الحكومة نشاطها.
سنة طوينا فيها التصادم السياسي الذي عانينا منه الكثير، وإتفقنا على تناغم وطني عنوانه مصلحة لبنان واللبنانيين، ترجم بإنفراجات وإنجازات وخطط للمستقبل.
سنة من عمر وطن هي سنة استعادة الكرامة وفرض هيبة الدولة وتحصين الوحدة وتأمين الشراكة.
سنة من عمر وطن، من عمر عهد سيكون بكل تأكيد عهد الإزدهار والبحبوحة والإستقرار.”
بعدها جال الحضور على لوحات المعرض التي تضمنت رسائل ومغلفات أرخت باليوم والختم البريدي، لأقوال وأفعال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في لبنان أو خلال زياراته العالمية.