الخوض في مسيرة الدفاع عن السلام نيابة عن الدولة
قوات حفظ السلام الصينية المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان في عيوني
} العميد تشينغ يو تشونغ*
في مناسبة الأول من آب الذي يصادف الذكرى الـ96 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني والذكرى الـ 78 لتأسيس الجيش اللبناني، أحب العميد تشنغ يوتشونغ، ملحق الدفاع أن يكتب عن العلاقة بين جيشَي البلدين، ومما كتبه تحت عنوان «الخوض في مسيرة الدفاع عن السلام نيابة عن الدولة: قوات حفظ السلام الصينية المؤقت التابعة للأمم المتحدة في لبنان في عيوني»، الآتي:
أشار الأمين العام شي جين بينغ في تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني إلى أن الصين تظلّ ملتزمة بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
توجهت قوات حفظ السلام الصينية المؤقت التابعة للأمم المتحدة في لبنان الى منطقة المهام لأول مرة في آذار 2006. وقد أكملت 20 مرة من عملية تناوب وأرسلت أكثر من 7000 جندي حفظ السلام حيث وفى بمهمة حفظ السلام بأمانة وقدّم مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة مما تظهر صورتها كقوة السلام والعدالة والحضارة بجلاء.
أولا: التذكر بالرسالة مع الإكمال المهام بمعايير الدرجة الأولى
على مدار 17 عاماً الماضية، تتذكر دفعة تلو الأخرى من ضباط قوات حفظ السلام الصينية دائماً بالغاية الأصلية والرسالة المتمثلة في الوفاء بمسؤولية الدولة الكبرى وحفظ السلام العالمي وخدمة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية مع الخوض في مسيرة حفظ السلام العالمي بشجاعة وعزيمة لا تلين. لقد أصبحت الخوذة الزرقاء الصينية قوة رئيسية لحفظ السلام في منطقة جبوب لبنان.
1 ـ راقصون على السكين
عملوا على إبعاد مخاطر الألغام
منذ سبعينيات القرن الماضي، نصبت إسرائيل ولبنان آلاف حقل الألغام وزرعتا مئات الآلاف من الألغام في منطقة الخط الأزرق على الحدود المؤقتة بين جنوب لبنان وإسرائيل. تعتبر مهمة واحدة من مهام قوات حفظ السلام الصينية إزالة الألغام وتفجيرها في منطقة الخط الأزرق.
في وجه تهديد حفاف الأرواح، لا يخاف ضباط حفظ السلام الصينيون من المخاطر والصعوبات ويتعاملون مع الأخطار بهدوء وينجزون المهام بكفاءة. ولقد مسح حوالي مليوني متر مربع من بقع الألغام المشبوهة ومناطق المتفجرات المتناثرة وأكثر من 14000 متر من طرق الدوريات تم تفتيش وتطهير أكثر من 20000 قطعة من الألغام الأرضية وأنواع مختلفة من الذخائر غير المنفجرة. وأشاد اللواء لازارو ساينز كقائد اليونيفيل بالأداء المتميّز للضباط الصينيين عندما تفقد حقل الألغام.
2 ـ رواد الخوذة الزرقاء
يتحمّلون بالواجبات بشجاعة
نالت المعايير الصينية والماركات الصينية إشادة واسعة النطاق في منطقة المهام. أطاع ضباط حفظ السلام الصينيون الأوامر وأكملوا المهام بحزم وعزم مما أظهروا روح القتال العنيدة وروح الاجتهاد الجادة وأنجزوا أكثر من 12000 مهمة تشييد المبنى الهندسية مثل بناء نقاط المراقبة المعززة على الخط الأزرق وترميم طرق الدوريات وزرع الخوازيق باستخدام البراميل الزرقاء. في عام 2020، كانت البعثة الصينية تخرج من منطقة المهام إلى مرفأ بيروت لأول مرة لأداء بمهام الإغاثة بعد انفجار مرفأ بيروت وأنجز مهام إزالة حوالي 60 ألف متر مربع من الأنقاض في منطقة مرفأ بيروت ووزارة الخارجية اللبنانية وغيرها من الشوارع، الأمر الذي لقي إشادة واستحسانا من قبل مقر الأمم المتحدة. أصبح الأسلوب الممتاز ومعايير الدرجة الأولى للخوذة الزرقاء الصينية أيقونة بارزة في منطقة المهام.
3 ـ الملاك باللباس الأبيض
تفانوا في العمل باخلاص
“إذا أصبت، من فضلك أن توصلني إلى مستشفى قوة حفظ السلام الصينية.” لا تعبّر هذه الجملة القصيرة عن ثقة المجتمع المحلي بأطباء قوة حفظ السلام الصينية فحسب، بل تشكل تقديراً عالياً لتقنيتهم الطبية وخدمتهم الدقيقة. في منطقة المهام، أنشأ الأطباء الصينيون العيادات الخارجية وعيادات الطوارئ ونظموا جولات تقديم الأدوية وقدموا خدمات طبية مجانية لموظفي الأمم المتحدة والسكان واللاجئين المحليين. وقد عالجوا أكثر من مائة ألف شخص وأجروا أكثر من 2500 عملية جراحية، كما نظموا التبرعات الدوائية والجولات الطبية في القرى المجاورة، مما يخفف بشكل فعال من صعوبة السكان المحليين في زيارة الطبيب.
ثانيا: زرع بذورة الأمال من خلال زيادة التواصل الودي بين الشعبين الصيني اللبناني
بالتزامن مع أداء مهام حفظ السلام بكفاءة، تركز قوات حفظ السلام الصينية أيضاً على تعزيز التعاون وتعميق الصداقة والقيام بتبادلات ثقافية مع السكان المحليين وقوات حفظ السلام الصديقة مما يزيد المعرفة المتبادلة ونقل السلام والصداقة.
1 ـ نشر الثقافة الصينية
لزيادة التفاهم والثقة المتبادلة
تولي قوات حفظ السلام الصينية اهتماماً بالتبادل الثقافي في منطقة المهام وتقيم أنشطة التبادل الثقافي مثل الاحتفال بعام الصين القمري ومسابقات كأس الخوذة الزرقاء والمهرجان الثقافي الصيني وأجرت مراراً نشاط إدخال الثقافة الصينية الى حرم المدارس. كما أقامت قوات حفظ السلام الصينية دورات تدريبية للغة الصينية والطب الصيني، ونفذت أنشطة تبادل الخبرات مثل إزالة الألغام وتجربة حفظ السلام مع قوات حفظ السلام من كمبوديا وفرنسا وإسبانيا وصربيا ودول أخرى مما أظهرت الصورة المسؤولة للجنود الصينيين بالتزامن مع إعلان الثقافة الصينية.
2 ـ تقديم المساعدة المادية
لإحلال أمال السلام
كانت الظروف المعيشية للسكان في جنوب لبنان صعبة ومتدنية بسبب تداعيات الحرب. لقد زار ضباط حفظ السلام الصينية المدارس المحلية والقرى المحيطة عدة مرات للقيام بالدراسة الميدانية وأرسلوا الأفراد والآليات لمساعدتهم بنشاط على تحسين البيئة الصحية وتركيب إنارة الشوارع ونصب المكيفات وإصلاح الثكنات وقد تم إجراء حملة التبرع بالمستلزمات اليومية لأكثر من 200 مرة الأمر الذي لقي إشادة عالية من السكان المحليين.
ثالثاً: استعراض الماضي واستشراف المستقبل من أجل المساهمة بالقوة السلمية لحماية الأمن والسلام العالميين.
وفي 25 تموز/ يوليو 2006، أدى المقدم دو جاويو، وهو مراقب عسكري صيني أرسل إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ونشر في جنوب لبنان، واجبه، وقدم التضحية القصوى من أجل السلام. وبعد الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت في لبنان عام 2020، توجهت قوة حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفيل إلى مكان الحادث لتنفيذ عمليات إنقاذ في إطار الأمم المتحدة.
في 4 تموز/ يوليو من هذا العام، حضرت أنا والسيد تشيان مينجيان، سفير الصين المعتمد لدى لبنان، حفل تقديم الميداليات لقوة حفظ السلام الصينية الواحد العشرين لدى اليونيفيل. في هذا الحفل، يتمّ منح جميع أعضاء قوة حفظ السلام الصينية الـ 410 في اليونيفيل، الذين قدموا مساهمات بارزة للسلام والاستقرار في جنوب لبنان، ميداليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
تحدوني ثقة تامة بأن جميع ضباط قوة حفظ السلام الصينية سيواصلون الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في المستقبل مع الالتزام الثابت بالمبادئ الأساسية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام والتنفيذ الصارم لمذكرة التفاهم ومختلف إجراءات التشغيل الموحدة لليونيفيل، وتضعون في اعتبارهم دائماً الوفاء بمسؤولية الدولة الكبرى وصون السلام العالمي وتقديم خدمة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ستواصل تنفيذ عمليات إزالة الألغام بأمان وكفاءة، والمضي قدما بنشاط وثبات مهام البناء والتشييد مع تنفيذ المساعدة الطبية بدقة وتفاني، لكي يقدّموا مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة جنوب لبنان.
*ملحق الدفاع لجمهورية الصين الشعبية لدي الجمهورية اللبنانية